تمساح جافيال

تصنيف وتطور تمساح جافيال

مثل الأعضاء الآخرين في مجموعة التمساحيات، فإن تمساح جافيال هو من archosaurs وهي مجموعة كبيرة تضم زواحف مثل الديناصورات والتيروصورات ويمثلها اليوم الطيور والتماسيح، ولا يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأنواع الزواحف الأخرى الأكثر حداثة والتي تنتمي إلى مجموعة منفصلة تماماً.

ومع ذلك على عكس الديناصورات التي اختفت قبل 65 مليون سنة، فإن التكيفات التي يمتلكها التمساح تعني أنه يتكيف بشكل لا يصدق مع موائله، وبالتالي تمكن من الاستمرار في الانتشار.

ومع ذلك، فإن تمساح جافيال (المعروف أيضاً باسم تمساح جافيال الهندي، وتمساح جافيال الآكل للأسماك) مدرج اليوم كحيوان معرض للخطر بشكل كبير بسبب الانخفاض الحاد في عدده على مدى المائة عام الماضية.

مظهر وشكل تمساح جافيال

يشترك تمساح جافيال في عدد من الخصائص مع أنواع التماسيح الأخرى بما في ذلك الحراشف الصلبة الشبيهة بالصفائح التي تحميه من حروق الشمس وهجوم الحيوانات المفترسة، كما أن هذه الحراشف الصلبة لها لون زيتوني أو رمادي وتعد مقاومة للماء وتساعد على منع الجسم من الجفاف.

يمكن التعرف على تمساح جافيال بسهولة بسبب خطمه الطويل النحيل المبطن بأسنان متشابكة صغيرة وحادة بشكل لا يصدق.

يمتلك ذكر تمساح جافيال نتوءاً منتفخاً في نهاية خطمه الطويل والذي يستخدم في إصدار الأصوات ونفخ فقاعات الهواء في الماء والتي تعتبر مهمة في عروض التزاوج، وعلى عكس التماسيح التي لها أرجل خلفية قوية ويمكنها التحرك بسرعة على الأرض، فإن أرجل تمساح جافيال ضعيفة نسبياً وليست مناسبة للتنقل على الأرض، لذلك يقضي معظم وقته في الماء ولا يتركها إلا للاستمتاع بأشعة الشمس على الضفاف الموحلة ووضع البيض.

عيون تمساح جافيال تقع على قمة رأسه مما يسمح له بالبقاء مغموراً وغير مرئي من قبل أنواع الفرائس والمفترسات مع السماح له بمراقبة محيطه، الأمر نفسه ينطبق على الخياشيم في نهاية خطمه الطويل، مما يعني أنه لا يزال بإمكانه التنفس والبقاء مختبئ لفترات طويلة من الزمن.

تمساح جافيال: التوزيع والعدد

تاريخياً، كان لتمساح جافيال توزيع واسع في جميع أنحاء شبه القارة الهندية من باكستان في الغرب، عبر أجزاء من ميانمار وجنوباً إلى الهند، ومع ذلك فإنه اليوم محصور في مناطق صغيرة ومعزولة بشكل متزايد في شمال الهند ونيبال، إنه يفضل المياه الخلفية الواسعة والهادئة للأنهار بطيئة الحركة حيث يمكنه السباحة بسهولة أكبر باستخدام ذيله المسطح وأقدامه الخلفية المكشوفة.

كان لتدهور موائل المياه العذبة آثار هائلة على كلا النوعين من تمساح جافيال، حيث ساهم في انخفاض أعداده في العصر الحديث.

يعني أسلوب الحياة المائي فقط لتمساح جافيال، أنه يعتمد بشكل كبير على أنظمة الأنهار الصحية، وعندما تنخفض عددها، فإن عدد الأفراد الذين يعيشون فيها ينخفض أيضاً معها.

سلوك وأسلوب حياة تمساح جافيال

على عكس الأنواع الأخرى من التماسيح شبه المائية وحتى التي تصيد على اليابسة في بعض الحالات، فإن تمساح جافيال يقضي كل وقته تقريباً في الماء ويتركها فقط لتدفئة جسده عن طريق الاستلقاء تحت أشعة الشمس وبناء العش.

تعني عضلات أرجل تمساح جافيال الضعيفة أن عليه جرّ نفسه إلى ضفاف النهر، وكما هو الحال مع الأنواع المماثلة لا يستطيع تمساح جافيال تنظيم درجة حرارة جسمه داخلياً، ويعتمد بدلاً من ذلك على محيطه للقيام بذلك من أجله، فمن خلال التشمس يكون قادر على تدفئة جسده من أجل الحصول على الطاقة التي يحتاج إليها للصيد، ومن ثم يمكنه تبريده في الماء، فعندما يدخل الماء يغمر تمساح جافيال جسده تاركاً عيونه وخياشيمه مكشوفة على السطح، ويتدلى جسده وذيله عندما يطفو وتعمل أقدامه الخلفية كمكابح لمنعه من الغرق تماماً، كما يستخدم تمساح جافيال أصابعه المكشوفة التي تسمح له بالنزول ببطء وهدوء في الماء وذلك عندما يحاول البقاء مختبئ من الحيوانات المفترسة.

تكاثر ودورة حياة تمساح جافيال

خلال موسم التزاوج، تصبح ذكور تمساح جافيال إقليمية بشدة وتستخدم الأصوات وعروض الفقاعات التي تنتج من النتوء المنتفخ في نهاية الخطم لجذب وتجميع الإناث للتزاوج معهن في الماء.

بعد التزاوج، تترك إناث تمساح جافيال الماء لتضع بيضها في عش يبعد مسافة جيدة عن الماء لمنعه من الغرق، ويتم وضع ما بين 30 و 50 بيضة صلبة بين شهر آذار وأيار، ويزن كل منها حوالي 150 جراماً.

تحمي أنثى تمساح جافيال بيضها وصغارها عند الفقس، ولكن على عكس الأنواع الأخرى من التماسيح التي تساعد صغارها في الماء عن طريق حملها في أفواهها، فإن أنثى تمساح جافيال لا تستطيع القيام بذلك بسبب شكل أنفها، وتظل صغار تمساح جافيال قريبة من الأم حتى تصبح كبيرة بما يكفي للدفاع عن نفسها من الحيوانات المفترسة، والجدير بالذكر أنها تكون قادرة على التكاثر عندما تبلغ من العمر حوالي عشر سنوات.

النظام الغذائي وفرائس تمساح جافيال

تمساح جافيال من الزواحف آكلة للحوم، ويتغذى بشكل أساسي على الأسماك في الماء، ولكنه في بعض الأحيان يأكل الطيور المائية عندما تسنح له الفرصة.

يحتوي الأنف الطويل والرفيع لتمساح جافيال على أكثر من 100 سن صغير حاد، يستخدمهم للقبض على فرائسه عندما يغلق فكيه القويين.

تمساح جافيال غير قادر على مضغ طعامه وبدلاً من ذلك يقوم بابتلاعه بالكامل، ويستخدم أعضاء استشعار لاكتشاف الاهتزازات في الماء والتي تشير إلى اقتراب الفريسة، ويصطاد الأسماك في الماء عن طريق الاستلقاء وهو منتظر قبل أن يلتقطها بسرعة ويضعها إلى فمه ويبتلعها.

غالباً ما تتغذى صغار تمساح جافيال التي لم تقم بتحسين تقنياتها في صيد الأسماك الزلقة بنجاح على القشريات الصغيرة والضفادع التي يجدونها في الماء، ويعني الشكل الدقيق للفك الضيق أن تمساح جافيال غير قادر على اصطياد أنواع الفرائس الأكبر.

مفترسات وتهديدات تمساح جافيال

نظراً لحجمه الكبير وطبيعته المائية، لا يوجد لدى تمساح جافيال البالغ حيوانات مفترسة طبيعية حقيقية في بيئته، وعلى الرغم من ذلك فإن صغار تمساح جافيال والأكثر ضعفاً مهددة من قبل عدد من الأنواع الحيوانية بما في ذلك الطيور الجارحة والزواحف الكبيرة بما في ذلك الثعابين، ويعد البشر هم في الحقيقة التهديد الوحيد لتمساح جافيال في بيئته الطبيعية، حيث تم اصطياده بشكل مفرط للحصول على جلده ولحمه في جميع أنحاء نطاقه الواسع، وغالباً ما يداهم الناس أعشاشه من أجل بيضه، كما تم اصطياد تمساح جافيال بسبب أجزاء من جسمه التي تستخدم في بعض الأدوية التقليدية.

وبغض النظر عن الصيد فإن تمساح جافيال مهدد بشدة بفقدان الموائل التي لعبت دوراً رئيسياً في زواله في معظم نطاقه الطبيعي، ولم يتأثر فقط بتدهور جودة المياه، ولكن أيضاً التدخلات البشرية مثل التعدين وصيد الأسماك بالشباك والسدود لإنشاء الأراضي للزراعة والرعي كان لها تأثير شديد على وفرة موائل المياه العذبة هذه، وبالتالي أثّر ذلك على أعداد تمساح جافيال.

حقائق وميزات مثيرة للاهتمام حول تمساح جافيال

مثل غيره من أفراد عائلة التمساح، فإن تمساح جافيال لديه بؤبؤ يشبه الفتحات التي تفتح على مصراعيها أثناء ظلام الليل للسماح له برؤية أفضل، وتم تحسين هذه الرؤية الليلية أيضاً بشكل كبير من خلال طبقة خاصة في الجزء الخلفي من العين، والتي تعكس أكبر قدر ممكن من الضوء في عيونه، ونظراً لحقيقة أن عيونه قريبة جداً من بعضها البعض وتتجه للأمام، فإن تمساح جافيال قادر على الرؤية بثلاثة أبعاد مما يساعده على تقدير المسافات بشكل أكثر دقة.

يمتلك تمساح جافيال أيضاً جفناً ثالثاً خاصاً وشفافاً يمكنه تغطية كل عين به لحمايته عندما يغطس تماماً في الماء.
إلى جانب ذلك لديه لوحات خارجية تغلق فوق آذانه وفتحات أنفه لحمايته من الماء الوارد، وغطاء يغلق في مؤخرة فمه لمنع الماء من دخول رئتيه.

علاقة تمساح جافيال مع البشر

تأثر تمساح جافيال بشدة بسبب تزايد عدد السكان في جميع أنحاء مداه الطبيعي، حيث أدى الصيد وفقدان الموائل وصيد أنواع الفرائس إلى انخفاض حاد في أعداده في جميع أنحاء شبه القارة الهندية.

على عكس أفراد عائلة التمساح الآخرين الذين يمكنهم أن يشكلوا تهديدا لحياة الإنسان لأنهم قادرون على الإمساك به، فإن الشكل الضيق لخطم تمساح جافيال يعني أنه غير قادر على إمساكه وبالتالي لا يفعل ذلك.

أدت الزيادة في النشاط البشري في بيئته الأصلية إلى دفع مجموعات تمساح جافيال المتبقية إلى مناطق أصغر وأكثر عزلة على نحو متزايد، وبالتالي فهو موجود الآن في بلدين فقط.