الحية أو الأفعى أو الثعبان هي من الحيوانات الزاحفة، وهي كائنات مخيفة تنتمي إلى عائلة الحرشفيات، تتميز بطول جسمها، كما أنها من ذوات الدم البارد، نجد منها ما بين 2700 إلى 3000 نوع في جميع أنحاء العالم.
معلومات عن الافاعى
إذا بعدنا عن خط الإستواء زادت البرودة، وقِلّ عدد الأفاعي، وصغر حجم الموجود منها، أما في البلدان الحارة فتكثر الحيات وتتعدد أنواعها حتى أن منها ما هو جبار بالفعل، وليس في بريطانيا وأوروبا غير ثلاثة أنواع من الثعابيين هي أفعى الصل أو الأفعى الخبيثة، وقليلًا ما يزيد طولها عن قدمين إثنين، ثم الحية الملساء وهي ليست أكبر حجماً من الصل، ثم حية العشب العادية أو الحية المحلقة وطولها عادة نحو متر واحد، وقد يبلغ طولها 100 سنتمتر أحياناً، وقد عثر على واحدة منها طولها 170 سنتمتراً في جنوب أوروبا، والصل فقط سام، أما حية العشب العادية والحية الملساء فغير مؤذيتين .
الثعابيين زحافات ذات صلة بالسقايات، إلا أنها تختلف عنها في أن الحية لا قوائم لها وهي مضطرة للزحف متقلبة على بطنها، بينا للسقايات أربع قوائم وهي تستطيع ان تجري جرياً، منذ ملايين السنين كانت للحيات قوائم لكنها فقدتها مع الزمن ولا نعرف سبب ذلك، ولكنها لانعدام القوائم تستطيع أن تتسلل بين الأعشاب أو في الشقوق والفتحات للبحث عن الطعام أو للهرب من أعدامها، ثم أنه ليست للحيات آذان وليست لعيونها رموش، ولكنها محمية بجلد شفاف هو كزجاج النظارة .
وصف الافاعي
للحية رأس متميزة، لكن عنقها وجسمها وذنبها اقسام تتحرك كلها معا متصلة بعضها ببعض، ولما كانت الحية طويلة ونحيفة، فقد كان لا بد لجسمها أن يختلف في داخله عن أجسام الحيوانات الأخرى، للسقاية مثلا رئتان أحداهما بجانب الأخرى ولكنه ليس في جسم الحية .
متسع لرئتين، ولهذا فإن للحية رئة كبيرة واحدة، ثم إن بقية أعضائها الداخلية واقعة عضوا أمام عضو أو ممتدة في صف، وللحية أزواج عدة من الأضلاع على إمتداد جسمها الطويل من عنقها حتى ذيلها نحو اثني عشرة زوجا، ثم أن جسمها كأجسام كل الزحافات مغطى بحراشف وأكثرها صغير، لكن الحراشف العريضة في القسم السفلي من جسمها تبدو كأنها صفائح لعجلات دبابة أو جرارة .
سلوك الافاعي
وبذلك تستطيع الحية أن تزحف على الأرض الوعرة أو غير المستوية وان تتجاوز الحواجز للحيات افواه تساعدها على ابتلاع الضحية كاملة، عظام فکيها متحركة، متصلة بمفاصل، بحيث يمكن لها أن تفتح فاها إلى مدى كبير، ثم أن أسنانها التي لا تستعمل للمضغ معقوفة إلى الوراء، صوب الداخل، وهي بانعکافها هذا تدفع الطعام إلى الحلق، واذا ما زحفت الحية على الأرض، إستمر لسانها بالحركة دخولا وخروج من الفم، إذ أن الحية تشم بلسانها الذي يلتقط جزيئات الهواء الحاملة للرائحة، وكلما أدخلت الحية لسانها إلى فمها، إندفع طرفا اللسان المشقوق إلى ثقبين صغيرين في أعلى الفم يقومان مقام أعضاء حاسة الشم، وبإستخدام ألسانها بهذه الطريقة تستطيع الحية أن تتبع أثر أي حيوان تطارده، وتستطيع أيضاً أن تعرف ما إذا كانت قد مرت في طريقها هذه حیات أخرى قبلها .
الانواع السامة من الافاعي
في العالم أحد عشر نوعاً من الافاعي منها ثلاثة أنواع سامة فقط . وللأنواع السامة نابان طويلان في الفك الأعلى وفي أسفل كل منهما غدة سامة، الناب نفسه فارغ أي أن له قناة على سطحه يسري فيها السم، واذا تهیأت الحية السامة للدغ رفعت رأسها إلى الوراء، وفتحت فاهها ليتجه النابان بالتالي إلى الأمام، ثم دفعت رأسها إلى الأمام بسرعة البرق فينغرس النابان في الضحية ويسري السم إلى الجرح، ويؤدي السم في البداية إلى شل الضحية ثم إلى قتلها .
ويمكننا أن نميز الصل بوجود العلامة السوداء 7 على قمة رأسه، وبالخط الأسود المتعرج على ظهره، وهو يأكل بالدرجة الأولى السقایات لكنه قد يأكل الضفادع والسمادل المائية والفئران والطيور الصغيرة حتى الحشرات، ولا يهاجم الصل الانسان إلا دفاعاً عن نفسه حين نقترب منه إقتراباً شديداً أو ان نوجه يدنا صوبه مثلا، من عادة الصل أن يحيد من طريقنا حين يتمكن من ذلك اذ يزحف بهدوء بين الأعشاب أو النباتات الأخرى، ويعيش الصل في الغالب حيث تكون الأرض جافة ورملية، أنثاه لا تضع بيضة ولكنها تلد في الصيف نحو اثنتي عشر حية صغيرة نحيلة طول الواحدة منها نحو 15 سنتمتراً .
ابرز ما يلاحظ في الحية العشبية بقعتان صفراوان على عنقها، على شكل رباط، أو حلقة، مما يفسر تسميتها بالحية المحلقة، أما ما عدا ذلك فإن لونها يختلف من رمادي إلى زيتوني إلى أسمر، ولها علامات سوداء على جانبيها، وهي توجد في الغالب في الأمكنة الرطبة، ولا سيما بجوار الماء، وهي تدعى بحية الماء في بعض الأحيان لأنها تسبح فيه مطاردة الضفادع بأنواعها والسمك العلجمي .
التكاثر عند الافاعي
تضع أنثى الحية العشبية مجموعات من ثلاثين إلى أربعين بيضة، طول الواحدة منها نحو سنتمترين ونصف السنتمتر، ولها قشرة شبيهة بالجلد، وفي الصيف نعثر على مثل هذه المجموعات حين نقلب أكواماً من النفايات والأوراق المهترئة والأسمدة، إن دفء النبات المهنري يساعد البيض على التفقيس، ويكون البيض عند وضعه لزجاً وسرعان ما يلتصق بعضه ببعض، ويستغرق تفقيس البيض نحو شهرين، وكثيرا ما تضع حیات عشبية كثيرة بيضها في كومة واحدة بحيث توجد مئات منها في مكان واحد، ومنذ سنوات عدة وضعت أربعون حية عشبية في بريطانيا بيضها في جدار واحد قديم بحيث إجتمع في هذا الجدار ما يزيد عن ألف حية .