أصبح بإمكان عشاق السياحة البيئية في تونس ممن يريدون الهروب من صخب المدن أن يستمتعوا بمشاهدة “الأيل الأسمر” في مزارع سياحية بعدما أطلق المهندس موفق الكعبي مشروعا هو الأول من نوعه في تربية الأيل الأطلسي بمحافظة القيروان وسط البلاد.
ويتوافد الزوار والسياح لاكتشاف الأيل وتوثيق رحلتهم في مكان طبيعي صرف بالصور والفيديوهات التي رصدت خفة حركتها داخل القطيع.
وقد هيأ المهندس موفق الكعبي مزرعة الزيتون التي ورثها عن عائلته منذ عام 2018 لتربية سلالة نادرة من الأيائل جاء بها من أوروبا ونجح في إدماجها داخل البيئة التونسية بين مرتفعات جبل وسلات في أرياف محافظة القيروان.
يعثر الزوار على قطيع من عشرات الغزلان النادرة من صنف ”الأيل الأطلسي” وهو فصيلة كانت قد اختفت من تونس منذ سنوات طويلة بسبب الصيد العشوائي.
ويشار إلى أن باحثين تونسيين سبق وأن نجحوا منذ عام 2016 في إطار جهود للمحافظة على الحياة البرية في جلب قطيع من الأيل الأطلسي من أسبانيا و تربيته في بيئة تونسية بعد اختفائه منذ فترة الحرب العالمية الأولى.
تعزيز السياحة البيئية
وقال موفق الكعبي : “أحلم بأن يكون مشروعي وجهة سياحية للتونسيين و الأجانب وأن يضم أصنافا مختلفة من الحيوانات البرية النادرة، خاصة الأيل الأطلسي الذي أثبتنا أنه بعد التغيرات المناخية الأخيرة أصبح بإمكانه العيش في بيئة تونسية”.
وتحدث الكعبي عن زوار مزرعته قائلا إن أكثرهم من مجموعات محبي الطبيعة الذين يتنقلون إلى جبال وسلات في جولات سياحية أو يركزون خيامهم بالقرب من ضيعته ويحرصون على متابعة حركة قطعان الأيائل و الاستمتاع بجمالها.
و تابع “خصصت وقتي لإنتاج مشروع يتلاءم مع هواياتي واشتغلت على ضيعة الأجداد لتحويل 17 هكتارا منها إلى مساحات غابية لتربية قطعان الأيل ثم تركيز إقامة ريفية لفائدة الزوار كما أعمل على إدراج لحم الأيل ضمن الثقافة الغذائية داخل المطاعم السياحية باعتباره من اللحوم الحمراء قليلة الدهون والغنية بالبروتين والحديد و الزنك و القريبة من موروثنا الغذائي فقد دأب سكان الجنوب التونسي على استهلاك لحوم غزال الريم”.
وأكد موفق الكعبي أن لحوم الأيل الأطلسي تلقى اهتماما من المطاعم السياحية ومن رياضيي النخبة و تباع ب120 دينارا تونسيا للكيلوغرام الواحد (أربعون دولار).
وعن تغذية قطيع الأيل الأسمر الأطلسي، أضاف المهندس أنه يعيش على أكل الشعير والجزر و قشور اللفت السكري و يحتاج إلى أن يتحرك في بيئة برية لأقصى حد ممكن لتجنيبه الضغط حتى لا يفقد الحيوان البري وزنه أو صوفه.
ويذكر أن المهندس الشاب كان قد بدأ الإعداد لمشروعه البيئي منذ عام 2020 ثم شهد إشعاعا محليا في استقطاب الزوار منذ أشهر قليلة، فيما يحلم بتوسيعه و انفتاحه على أسواق خارجية سواء في بعده السياحي عبر تحويل ضيعته إلى وجهة سياحية ايكولوجية أو في بعده الاستهلاكي عبر تسويق لحوم الأيل الأطلسي في المطاعم السياحية.
المصدر : صحيفة أحوال العرب