أخبارحيوانات

مصر ..تطوير حديقة الحيوان قلق مصري على نزهة الـ”5 جنيهات”

بكثير من الاهتمام الممزوج بالقلق يتابع محمود حسن الموظف بإحدى الهيئات الحكومية، أنباء اعتزام الحكومة المصرية تطوير حديقة الحيوانات في محافظة الجيزة، فـ”الجنينة” كما يطلق عليها المصريون هي مكان النزهة المعتاد لأسرته الصغيرة المكونة من زوجته وأبنائه الثلاثة، لذلك يتابع ما يكتب عن تطويرها عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وينتظر البرامج التلفزيونية في المساء لسماع ما يقوله المسؤولون عن خطط التطوير، عله يجد ما يطمئنه ويجيبه عن أسئلته في شأن مكان نزهته المعتاد منذ كان طفلاً وحتى بعد أن أصبح أباً.

لا يخفي حسن عدم رضاه عن حال الحديقة وحيواناتها، لكن التخوف الأبرز لديه هو سعر التذكرة بعد التطوير، إذ يدفع حالياً خمسة جنيهات (0.17 دولار) لقاء التذكرة الواحدة، مما يجعل كلفة النزهة للأسرة مقبولة بالنظر إلى دخله، ويخشى بعد التطوير من أن تتضاعف الكلفة ليصبح متنزه الفقراء حكراً على الأغنياء، بخاصة أن الأوضاع الاقتصادية أخيراً تدفع الأسر لتقليل نفقاتها ولا تحتمل مزيداً من الأعباء.

مخطط تطوير حديقتي الحيوان والأورمان المتقابلتين في محافظة الجيزة حظي في الأيام الأخيرة باهتمام كبير من الإعلام والرأي العام المصري، وأصبح الحديث عنه حاضراً في مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والقنوات الفضائية، واختلفت الآراء بين مؤيد ومعارض للمخطط الذي تصل كلفته إلى مليار جنيه (نحو 33 مليون دولار) وفق تصريحات حكومية، وبرزت مطالبات بتوضيح طبيعة تحالف الشركات المسؤولة عن المشروع، باعتبار أن الحديقتين تمثلان جزءاً من تراث مصر الحديث بعمرهما الذي يتجاوز 130 عاماً، كما خرجت إشاعات على مواقع التواصل الاجتماعي عن “بيع حديقة الحيوان” لجهات أجنبية ومضاعفة سعر التذكرة مرات عدة بعد التطوير.

المخطط العام

بداية انشغال المصريين بمشروع التطوير كان عقب اجتماع عقده الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع عدد من الوزراء مطلع يناير (كانون الثاني)، ووجه خلاله بتنفيذ مشروع تطوير حديقة الحيوان بالجيزة على نحو يضاهي نظيراتها العالمية، ويعزز قيمتها الأثرية والتاريخية كإحدى أعرق حدائق الحيوان على مستوى العالم، وذلك في إطار إعادة تقديمها على أساس معايير بيئية عالمية، ولتمثل متنفساً لاستيعاب المواطنين الزائرين من مختلف أنحاء الجمهورية، وفق بيان لرئاسة الجمهورية.

واطلع الرئيس المصري على المخطط العام لتطوير حديقة الحيوان، ورفع كفاءتها وصون ما بها من مبان أثرية وتاريخية، ومقترحات المحافظة على المباني وزيادة المسطحات الخضراء، وكذا المناطق التجارية، إلى جانب التصميمات الخاصة بالمناطق الترفيهية المقرر إقامتها داخل الحديقة، كما تم بحث المقترحات المتعلقة بتشغيل وإدارة الحديقة، مع ربطها بحديقة الأورمان كما كانت في الأصل “لتعظيم الاستفادة من إنشاء حديقة واحدة وثرية بالتنوع الحيواني والنباتي، إلى جانب الاستعانة في هذا الصدد بالقطاع الخاص للمشاركة في تنفيذ أعمال التطوير والإدارة والتشغيل للحديقة.

وكان السيسي تطرق لتطوير حديقة الحيوان خلال كلمته بالمؤتمر الاقتصادي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. واعتبر أنها مؤشراً على التدهور الذي أصاب البلاد خلال السنوات الماضية، وقال “مصر عانت كثيراً خلال السنوات الماضية، وحديقة الحيوان نموذج على ذلك، مفيش حاجة فيكي يا مصر كانت واقفة على حيلها، والله العظيم، عايزين تعرفوا حقيقة مصر، روحوا حديقة الحيوان، شوفوا حجم التردي”.

واستطرد الرئيس “حد قالي خد الحديقة اعملها (طورها)، قولتله لأ أنا أعمل 10 حدائق (جديدة)، تيجي تاخدها (حديقة الحيوان) الناس تقولك حديقة الحيوان والخضرة اللي فيها والأسود الجميلة”، في إشارة إلى توقع الانتقادات التي ستطاول أي مشروع لتطوير هذه الحديقة.

تفاصيل التطوير

مشروع التطوير كشفت عنه الحكومة المصرية في بيان، موضحة أن وزارة الزراعة ستوقع تعاقداً مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية، والهيئة القومية للإنتاج الحربي، لتطوير حديقتي الحيوان والأورمان بمحافظة الجيزة، ضمن خطة الدولة لتطوير الحدائق الكبرى بالشراكة مع القطاع الخاص.

وأشارت الحكومة إلى أن المخطط العام للتطوير يهدف إلى رفع كفاءة حديقة الحيوان وصيانة مبانيها الأثرية والتاريخية، إضافة إلى زيادة المسطحات الخضراء والمناطق التجارية وإقامة مناطق ترفيهية.

كذلك أعلن ماجد السرتى رئيس مجلس إدارة شركة الإنتاج الحربي للمشاريع والاستشارات الهندسية، وهي الشركة المزمع قيامها بتطوير حديقة الحيوان، أنها ستتحول إلى حديقة بلا حواجز مع تطبيق أعلى معايير الأمان العالمية التي تتيح الاستمتاع بالحيوانات كأنها في بيئتها البرية من دون خطورة.

وأشار السرتي في تصريحات تلفزيونية إلى أن “الحديقة ستنقسم إلى أربعة قطاعات، هي المصرية والأفريقية والآسيوية والتجربة الليلية، مع إدخال حيوانات جديدة إلى الحديقة للمرة الأولى، إضافة إلى العمل على ربط حديقتي الحيوانات والأورمان عبر “تليفريك”، مضيفاً أن الشركة ستدخل في تحالف مع شركات عالمية متخصصة في إدارة حدائق الحيوان، على أن تحصل الأخيرة على حق إدارة الحديقة بنظام الانتفاع لمدة 25 عاماً.

وأوضح أن الفترة المتوقعة لإنهاء المشروع 18 شهراً قد تقل إلى عام واحد، وسيتم إغلاق الحديقة في بعض الأوقات “إذا لزم الأمر”، معلقاً على المخاوف التي سرت في شأن الأشجار النادرة بالحديقتين قائلاً إنه “لن يتم قطع شجرة واحدة، أو المساس برونق المكان، أو زيادة نسبة الإنشاءات”.

وأمام انتشار إشاعات عن تجريف أشجار الحديقة، أصدر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري بياناً رسمياً الخميس الماضي لنفي تلك الأنباء، مؤكداً تعهد الحكومة المصرية عدم تجريف حديقة حيوانات الجيزة أو المساس بنباتاتها النادرة.

الأشجار التراثية

يرى مدير حديقة الأورمان الأسبق سيد حسين، أن المخاوف في شأن الأشجار التراثية مبالغ فيها، لأن تلك الأشجار قديمة ويرجع تاريخ بعضها إلى أكثر من 100 عام، وجذورها ثابتة في الأرض ومن الصعب التأثير فيها.

وقال حسين إن  العامل الأهم هو توفير مصدر جيد لري تلك الأشجار خلال فترة التطوير بما يناسب طبيعتها، مؤكداً أن التطوير ضروري في ظل الأوضاع التي وصلت إليها الحديقتان وضعف موارد التمويل، إذ لا يتخطى عدد زوار حديقة الأورمان عشرات الأشخاص يومياً، ولا تكفي قيمة التذكرة حالياً للإنفاق على الحديقة.

وأوضح أنه حينما كان مسؤولاً عن حديقة الأورمان كان يعاني نقص التمويل، وتقدم بمقترح للتطوير بالتعاون مع أحد أكبر المؤسسات الصحافية التي كانت ستستغل سور الحديقة كواجهة إعلانية، لكن المشروع لم يتم تنفيذه، ورحب بخطوات التطوير المتوقعة، مشيراً إلى أن المسؤولين بوزارة الزراعة قادرون على الحفاظ على الأشجار النادرة.

وعلى قدر الاهتمام الشعبي بمشروع التطوير خرج كثير من الإشاعات التي تصدت لها الحكومة المصرية، إذ نفى وزير الزراعة السيد القصير بيع حديقتي الحيوان والأورمان، مؤكداً أنهما ستظلان تابعتين للوزارة، ولافتاً إلى أن الهيئة القومية للإنتاج الحربي هي التي ستتولى تطوير الحديقة بالاستعانة بتحالف من الشركات العالمية المتخصصة وبالشراكة مع القطاع الخاص المصري من دون تحميل موازنة الدولة أية أعباء، لكن الشركات ستحصل قيمة مصروفاتها من خلال الإشراف على تشغيل الحديقة بحق الانتفاع.

وشدد الوزير على أن نسبة المباني لن تتجاوز واحداً في المئة من إجمالي مساحة حديقة الحيوان، التي ستظل مفتوحة تمارس نشاطها المعتاد لحين بدء عملية بدء عملية التطوير.

كما خرجت تقارير صحافية عن رفض الجهاز القومي للتنسيق الحضاري مخطط التطوير، لكن رئيس الجهاز محمد أبو سعدة نفى وصول الرسوم الخاصة بتطوير حديقة الحيوان حتى يبدي رأيه، موضحاً أنه طلبها من وزارة الزراعة لاعتمادها باعتبارها حديقة تراثية.

سعر التذكرة

القلق امتد أيضاً إلى مصير أقفاص الحيوانات والحواجز الحديدية باعتبارها من الآثار وبعضها صمم بطراز فريد، مما دفع رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان محمد رجائي إلى التأكيد على أنه لن يتم الاستغناء عن الحواجز الحديدية، موضحاً في تصريحات صحافية أن عرض الحيوانات في بيئة مفتوحة سيكون في أماكن مخصصة داخل الحديقة، موضحاً أن التطوير ستشارك فيه شركتان أجنبيتان إلى جانب القطاع الخاص المصري، والأولى مسؤولة عن التصميم الجديد للحديقة بحيث يكون متوافقاً مع مواصفات الاتحاد الدولي لحدائق الحيوان، بينما ستدرب الأخرى العمال على التعامل مع الحيوانات وسبل تغذيتها.

أما السؤال الكبير لدى كثير من الأسر فهو سعر التذكرة بعد التطوير، وهو الأمر الذي لم تحسمه الحكومة على رغم كثرة التصريحات حول ملف التطوير، فعندما سئل عنه وزير الزراعة في أحد البرامج التلفزيونية تحدث عن سعر التذكرة الحالي ولم يتطرق إلى ما بعد التطوير، أما المتحدث باسم الوزارة محمد القرش فقد قال في تصريح تلفزيوني إن “أسعار دخول الحديقة لن تكون مبالغاً فيها”، مؤكداً حرص الوزارة على أن يكون السعر متناسباً مع دخول المواطنين.

الشفافية مطلوبة

لكن تلك التطمينات من جانب الحكومة لم تجب عن أسئلة كثيرة، بحسب سهير حواس أستاذة العمارة بكلية الهندسة جامعة القاهرة، التي أكدت ضرورة اتباع الإدارة المكلفة تطوير حديقة الحيوان بالجيزة معايير الشفافية والوضوح لضمان تنفيذ المشروع بالشكل الأمثل ومن دون إلحاق أي أضرار بالمباني التراثية بالحديقة، مضيفة “يجب إعلان رسوم هندسية واضحة تحدد ماهية وطبيعة المشروع التي لا تزال مجرد حديث وصفي”.

وتابعت حواس أن “من الضروري أيضاً توضيح أسماء المسؤولين عن المشروع ومعايير اختيارهم كي لا نفاجأ بجهات لا نعرف طبيعة أعمالها السابقة وطرق تنفيذها للمشروع الذي سيحتاج إلى طبيعة خاصة في التصرف خلال تنفيذ الأعمال الإنشائية أو الترميمات في منطقة تعتبر أثرية”، معتبرة أن كل هذه التساؤلات مشروعة وضمانة لنجاح عملية التطوير.

وأشارت حواس التي تشغل عضوية مجلس إدارة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري في مصر، إلى أنها ومجموعة من الأكاديميين وأساتذة كلية الهندسة بجامعة القاهرة الملاصقة لحديقة الحيوان وعدد من المهتمين سيلتقون مسؤولي هيئة الإنتاج الحربي المسؤولة عن تطوير الحديقة، وسيطرحون عليهم تلك التساؤلات، في ظل سعيهم للحصول على معلومات عن التطوير من أية جهة تقبل الالتقاء بهم، موضحة أنها ستطرح مسألة الحفاظ على الغطاء النباتي المميز للحديقة ووضع ضمانات لسلامة الأشجار.

تساؤلات لا تنتهي

أكدت حواس الحاصلة على جائزة الدولة التقديرية، أن “طبيعة حديقة الحيوان لا تحتمل عمليات الحفر والإزالة إلا تحت شروط خاصة وحساسة لضمان سلامة المنطقة التراثية”، مشيرة إلى ضرورة وضع خطة خاصة لنقل الحيوانات خلال عملية التطوير للحفاظ على سلامتها.

ووجهت حواس تساؤلات عدة للإدارة المختصة بعملية تطوير الحديقة، قائلة “هل ستنقل الحيوانات بالأقفاص، وأين سيتم تخزيها، وإذا تم الاستغناء عن الأقفاص فكيف سيكون ذلك بخاصة أنها أقفاص تراثية؟ إذ نسمع أحاديث ومصطلحات عن رفع كفاءة الحديقة وإعادة تخطيطها، لكن لا أحد يعلم كيف سيكون هذا التخطيط”.

وتابعت “لا أنكر أبداً أن الحديقة في حال تدهور كبير، ولكن أليس في استطاعتنا الاعتناء بها إلا من خلال الاستعانة بمستثمر خارجي؟”، لافتة إلى أن تطوير الحديقة بالفعل قد يكلف مليار جنيه (33 مليون دولار)، لكن يجب فهم أوجه صرفها، وهل ستنفق على تطوير شكلي فقط عبر مولات تجارية، أم في تطوير حقيقي يرفع من كفاءة حديقة الحيوان ويضعها في مكانتها الطبيعية عالمياً”.

وأعربت عن دهشتها من خطط إقامة “تلفريك” لربط حديقتي الأورمان والحيوان على رغم أنهما على الارتفاع نفسه، متسائلة عن المشهد الذي سيشاهده من يركب هذا التلفريك، وعن مصير شارع النهضة المرتبط بجامعة القاهرة وكوبري الجامعة وهي منطقة مزدحمة دائماً، وكذلك ارتباط المار في المنطقة برؤية قبة الجامعة، وهل تم أخذ عوامل الصورة البصرية واستشارة خبراء في التنسيق الحضاري قبل وضع المخطط؟

عقود من الإهمال

الدافع لتطوير حديقة الحيوان حالياً، بحسب وزارة الزراعة، هو تعرضها للإهمال على مدار عقود، إذ لم تشهد تطويراً يذكر مما أدى إلى خروجها من التصنيف العالمي لحدائق الحيوان منذ عام 2004، ونفوق عديد من حيواناتها مع عدم القدرة على تعويضها أو تزويدها بحيوانات بديلة نتيجة خروجها من التصنيف، مشيرة إلى أن التطوير يهدف إلى إعادة إدراج حديقة الحيوان بالجيزة ضمن الاتحاد العالمي لحدائق الحيوان.

وشهدت الحديقة على مدار العقود الماضية حالات كثيرة ومتنوعة من أشكال الإهمال والسرقات كانت سبباً في تدهور أوضاعها وانتحار الحيوانات أحياناً، ففي عام 2007 ذبح أحد الجمال من فصيلة “المغربي” في غياب الأمن والرقابة على الحديقة، وقامت وزارة الزراعة بإجراء جرد للحيوانات عقب الحادثة.

وحاول عاطل في عام 2009 تسلق السور الخاص بحديقة حيوان الجيزة وسرقة “نسناس” من داخل القفص لبيعه، لكن أحد الحراس تمكن من ضبطه بعد مطاردته، وتم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.

وفي 2012 شهدت الحديقة سرقة شبلين من مقر إقامة رعاية صغار الأسود على يد صبي (12 سنة) خرج بهما عبر سور الحديقة من دون أن يستوقفه أحد، وباعهما بـ35 جنيهاً (نحو دولار واحد) ليعود محاولاً تكرار السرقة ليلقي العاملون بالحديقة القبض عليه ويسلموه إلى الشرطة.

 

 

طبيعة الحيوانات

بدورها قالت وكيل النقابة العامة للأطباء البيطريين في مصر شيرين زكي، إن من الضروري اتخاذ تدابير عدة قبل بدء عملية تطوير الحديقة للحفاظ على صحة وحياة الحيوانات، لافتة إلى أن الحيوانات لها طبائع نفسية مثل البشر، ويجب التعامل معها بطريقة علمية للحفاظ على صحتها.

وأضافت زكي أن “هناك ضرورة لاستعانة إدارة الحديقة بأطباء بيطريين متخصصين في عملية نقل الحيوانات وبناء أماكن بديلة مجهزة قبل البدء في خطة التطوير التي قد تستغرق أشهراً”، موضحة أن طول المدة الزمنية مع وجود إجراءات خاطئة في عملية نقل الحيوانات بأماكن غير مجهزة قد يؤديان إلى نفوقها، مما قد يكلف إدارة الحديقة خسائر كبيرة.

وأكدت أن أي خلل في النظام البيئي أو الغذائي للحيوانات يؤثر بشكل مباشر في صحتها النفسية والبدنية، وقد يصيبها بالاكتئاب أو يدفعها إلى الانتحار، لافتة إلى أن الحيوانات الأكثر تجاوباً مع الجمهور هي الأكثر عرضة للتغيرات النفسية خلال فترة غلق الحديقة طوال مدة عمليات التطوير.

وعن المعايير المفترض اتباعها في عملية التطوير، أكدت زكي أن حديقة الحيوان بالجيزة تحتوي على أشجار هي الأندر بالعالم، بجانب عدد من المباني التراثية، مما يجعل أية عملية تطوير تواجه صعوبة الحفاظ على شكل الحديقة القديم، مطالبة بعدم المساس بالأماكن التراثية بها، والإبقاء على أشجارها النادرة، “لأنها جزء من تاريخ مصر لا يمكن القبول بضياعه”، ومؤكدة في الوقت نفسه سعادتها بأنباء عملية التطوير وأملها بأن تسفر عن إعادة الحديقة إلى التصنيف العالمي، مما يساعد في شراء حيوانات جديدة.

ماض عريق

يتجاوز عدد زوار الحديقة 70 ألف شخص يومياً، بخاصة في أيام الإجازات الرسمية، وفق تصريحات رسمية، ولحديقة الحيوان بالجيزة تاريخ طويل، فهي الأولى من نوعها في أفريقيا والشرق الأوسط، وسبقت كثيراً من حدائق الدول المتقدمة، وأول من فكر في إنشاء حديقة حيوان هو الخديوي إسماعيل، الذي كان يأمل في افتتاحها بمناسبة الاحتفال بافتتاح قناة السويس عام 1869، لكن لم يسعفه الوقت، فاضطر إلى جمع أعداد من الحيوانات والطيور في قصر الجزيرة بالزمالك، وفي عام 1890 تم اقتطاع جانب من حديقة “حرملك” الخديوي توفيق لإنشاء حديقة للحيوان، وافتتحت للجمهور في الأول من مارس (آذار)، وسميت في ذلك الوقت بـ”جوهرة التاج لحدائق الحيوان في أفريقيا”.

بحسب الموقع الرسمي للحديقة، فإنها تعرض الثدييات والطيور والزواحف بأنواعها المختلفة في 14 منطقة، تمثل 360 جنساً مختلفاً، كما تعمل الحديقة أيضاً كمعهد علمي، إذ يعكف العلماء على دراسة سلوك الحيوانات والطيور. وتشمل كذلك منشآت أثرية فريدة، مثل الكوبري المعلق الذي بني بواسطة المهندس الفرنسي الشهير “إيفل” صاحب البرج الشهير في العاصمة الفرنسية، وشيد بين عامي 1875 و1879، وكذلك متحف الحيوان الذي بني عام 1906.

المصدر : اندبندنت عربية

إغلاق