أخبارأسماك

أثقل سمكة عظميّة على الإطلاق هي فرس بحر يشبه العربة

العثور على جثّة منتفخة تمثل أضخم سمكة عظميّة على الإطلاق على شاطئ جزيرة صغيرة من جزر الآزور.

هذه السمكة التي حطّمت الرقم القياسي هي سمكة شمس ذات نتوء على الرأس من فصيلة مولا أليساندريني Mola alexandrini، ارتفاع السمكة أكبر من طولها، وزعنفتها الخلفيّة ضامرة، ولون جلدها مثل لون عيش الغراب، وتزن أكثر من ثلاثة أطنان (2744 كيلوجرامًا)، ويتجاوز هذا الوزن وزن السمكة العظميّة التي كانت تحمل الرقم القياسي من قبل، وهي سمكة شمس أخرى لها نتوء على الرأس صِيدت بالقُرب من شواطئ اليابان عام 1996 وتجاوز وزنها طنّين ونصف طنّ (2300 كيلوجرام)، (قد يزيد وزن الأسماك الغضروفيّة مثل أسماك القرش الحوتية عن وزن الأسماك العظميّة).

يقول كريس هارود، عالِم البيئة المائيّة في جامعة أنتوفاجاستا في تشيلي، والذي لم يشارك في اكتشاف السمكة إلّا أنّه درس أسماك الشمس المحيطية، والتي تسمّى كذلك مولا mola: إن الأسماك تفقد بعض وزنها بسبب فقدانها الماء بعد موتها، لذا فربّما كانت السمكة الجديدة التي حطّمت الرقم القياسي في الوزن أثقل قبل موتها، تعيش هذه الأسماك الغريبة التي تشبه العربة في مياه المحيطات المعتدلة والمداريّة في أنحاء العالم، لكنّها تظلّ كائنات غامضة؛ بسبب أسلوب معيشتها وإبحارها منفردة، يقول هارود: “إنها كائنات غريبة إلى حدٍّ ما”.

ثمة ثلاثة أنواع من أسماك الشمس -وهي مولا مولا Mola mola، ومولا تيكتا Mola Tecta، ومولا أليساندريني Mola Alexandrini- وقد يكون من العسير التمييز بينها من دون إجراء تحليل جيني، ومن سمات أسماك مولا أليساندريني أنّها بينما يكبر حجمها تنمو لها نتوءات مميزة في الرأس والذقن، وكانت هذه النتوءات واضحةً بجلاء في العيّنة الجديدة، وانتهى تحليل الحمض النووي إلى تأكيد هويّتها وانتمائها إلى هذا النوع، وتشتهر فصائل أسماك مولا بمنحنى نمو سريع ومفاجئ، ووفق قول تيرني تايس -عالِمة الأحياء البحريّة والمشاركة في تحرير كتاب «أسماك الشمس في المحيطات: تطوّرها، وبيولوجيّتها، والحفاظ عليها The Ocean Sunfishes: Evolution, Biology and Conservation (سي آر سي برس، 2021)- فإن وزنها حين تفقس من البيض لا يتعدّى بضعة ملليجرامات، لكن حجمها وكتلتها تزداد بسرعة لتصبح أضخم سمكة عظميّة في البحر، بلغ وزن أصغر اليرقات على الإطلاق 3.7 ملليجرامات.

وتضيف تايس قائلةً: “بالنظر إلى الوزن الهائل للسمكة التي حطّمت الرقم القياسي، فإنّ مقدار الزيادة من أصغر يرقة إلى حجم تلك السمكة يبلغ 700 مليون ضعف”.

وتقول تايس إنّ حجم سمكة الشمس الكبير وطبقة جلدها السميكة جدًّا تحميها من الكائنات المفترسة، وتضيف قائلةً: إن الأسماك كبيرة الحجم تضع بيضًا أكثر، وإناث أسماك مولا تضع ملايين من البيض في المرّة الواحدة.

وقد أشار فريق من الباحثين بقيادة خوسيه نونو جوميز-بيريرا، من هيئة الأطلنطي لعلماء الطبيعة في البرتغال، في دورية «جورنال أوف فيش بيولوجي» إلى أنّ سمكة الشمس الجديدة التي حطمت الرقم القياسي يبلغ طولها 10.66 أقدام (3.25 أمتار)، ويبلغ ارتفاع جسدها 11.78 قدمًا (3.59 أمتار)، وقد عُثر على السمكة نافقةً تطفو بالقرب من جزيرة فايال في ديسمبر عام 2021، وجرى سحبها إلى الشاطئ، حيث اضطر العلماء إلى استخدام رافعة ونش ورافعة مشعبة لكي يستطيعوا وزنها، وقد ظهر على السمكة بالقرب من رأسها كدمة من أثر اصطدامها بقارب، لكنّ العلماء ليسوا على يقين مما إذا كانت تلك الصدمة هي التي أودت بحياتها، أم أنّها مجرّد إصابة حدثت بعد أن نفقت.

تقول تايس إنه على الرغم من نفوق السمكة، فمما يدعو للتفاؤل العثور على سمكة من أسماك الشمس تستطيع أن تبقى على قيد الحياة حتّى تبلغ هذا الحجم في الطبيعة، وتضيف قائلةً: “أعتقد أنّها علامة تبعث بالأمل في أنّ ثمة حيوانات أخرى في هذا العالم تستطيع أن تذهلنا بفرط ضخامتها”.

المصدر : موقع للعلم

إغلاق